يشكل الفضاء الروائي عنصرا بارزا في العمل السردي، بوصفه من عناصر القص، فهو جزء من المكان داخل العمل القصصي، فعن طريق الفضاء يخرج الراوي إلى الطبيعة الواسعة، ويجعل الشخصيات تتحدث وتتفاعل وتتصارع مع بعضها البعض، فيجعلها تحلم وتعيش فيه وتفكر وتتأمل، فلا يمكن الاستغناء عن عنصر الفضاء في العمل السردي، فهو عمودها الفقري، واحد مكوناته الأساسية، لأننا لا يمكن أن نتخيل اي عمل سردي دون وجود فضاء سواء حقيقي أو خيالي، فهو الذي يجمع كل عناصر الرواية بما فيها من شخصيات و أحداث. فهو مسرح الأحداث والاطار الذي تدور فيه حركة الشخصيات وتفاعلها داخل العمل السردي، وعلي الرغم من تعدد المصطلح إلا أن الفضاء يتسم بالشمول والاتساع، لأن الفضاء يحوي المكان والمكان جزء منه. وتعددت أنواع الفضاءات في كتاب كليلة ودمنة وكتاب فاكهه الخلفاء ومفاكهه الظرفاء فظهرت مرة مفتوحة ومرة مغلقة، واعتمد كل من ابن المقفع وابن عرب شاه علي الجانب الخيالي في ذكر بعض الأماكن الغير موجودة في الواقع. وتخلي ابن المقفع وابن عرب شاه عن وصف الأماكن مما جعل ادراك الأمكنة صعبا بالنسبة للقارئ فهم اكتفوا بالإشارة العابرة للأماكن. ركزا كلا من ابن المقفع وابن عرب شاه بذكر المكان أو الفضاء في افتتاحية الحكاية. ومنح المؤلفين الأماكن أسماء بعضها حقيقي مطابقا للواقع مماجعلها تتصف بكونها أكثر مرجعية مثل بلاد الهند والصين وبغداد وغيرها من الأماكن في كتاب كليلة ودمنه وكتاب فاكهه الخلفاء ومفاكهه الظرفاء وبعضها تخيلي ليس له وجود في الواقع.وقد طغي الفضاء المفتوح الشاسع بكثرة في الكتابين علي الفضاء المغلق حتي يترك للشخصيات التعبير عما بداخلهم بحرية تامة دون قيود.